|

(  كرنفال الفخر السرمدي )

الكاتب : الحدث 2021-09-20 11:13:42

إنها تلك المفردة التي تدل على مجموع الاختلاجات وتحث على الانصهار في بوتقة الانتماء ، وتجعل المرء يتجاوز القشور ليسمو بمعاني اللب في كينونته وكيانه حيث أنها لا تُشخصن بل تنمو منذ لحظة الوجود الأولى وتتجذر ضاربة بأصولها في أعماق الأرض التي منها وفيها تلك الأبجديات ؛ إنه الشعور المتنامي بعيدًا عن التأطير وسياقات التعليب إنه كل الأسباب التي لا تُعلل وكل المسببات التي لا تُفسر ، وذات الوشائج التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان في علاقة تتسم بالاتساق والثبات  مهما مر عليها الزمن وباختلاف الأمكنة وإن مرت ببعض المحن تبقى عصية على التشرذم والتفرق ..
يقف الآخر بجانب الآخر فيها للمساهمة الصادقة في بناء المجد وإنجاح المصلحة العليا بعيدًا عن المصالح الشخصية ، إنها الغرق التام الذي لا ترغب في النجاة منه  إلا بشكل نسبي مُتنفسًا للهواء الذي هو جزء لا يتجزأ من مسيرة ذاك الغرق أو مُتحسسًا لذرات التربة التي اعتدت على وجودها كجزء أيضًا من جودة وجوديتك ثم مُجددًا تعود لمتعة التماهي ..
إنه الكيان الراسخ في ذاكرة التاريخ والامتداد الجغرافي الذي تأبى كل نفس أصيلة أن تطوله أيادي العابثين وأهداف الخائنين ؛ تؤمن فيه بالتعددية وفي ذات الوقت تعيش معنى الوحِدة والُلحمة بكل مشاعرك وفي اللحظة التي يظن بها ضعاف النفوس أنك ربما تتراجع ويحيد مسارك بفعل تشكيكهم بك ترفع يديك مُتباهيًا وفيها حفنة من ترابه الغالي لتستشعرها وتتحسس جوهرها ثم تقبض عليها بكل ما أُوتيت من حب ، وذلك يساعدك لتنمو كالبنيان المرصوص بغض النظر عن زمن هذا النماء ومقسمًا على أن حب الأرض لا يُقدر بثمن ..
إنها مفردة ( الوطن ) تلك التي تتسابق الكلمات في ماراثون المحبة الغير مشروطة تستخلص معانيها من منبع الروح الخالصة لتفوح عبر الأرجاء وتعطر الكون الفسيح بأريجها الصادق الذي يتجاوز المدى ويرتد على إثره الصدى بترانيم آسرة تحمل في طياتها أسمى تراتيل الولاء وتجدد أهازيج الانتماء في كنف أطهر شعار 
( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) معربة عن إخلاصها وتفانيها في سبيل هذه البلاد الطاهرة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وسخر من أجلها الرجال البواسل لينهضوا بها ويجعلو منها منارة تجمع بين الأصالة والحضارة دون أن تفقد موروثها الثقافي والاجتماعي ، بل أنها بمرور السنين استطاعت أن تواكب الركب منافسة كبار الدول في التقدم ومضاهية كافة المجريات برؤية ثاقبة تحمل على كاهلها هموم الأجيال القادمة ومتطلباتها وتركز في ثناياها على جودة حياة الإنسان في شتى المجالات ؛ إلى هنا ورغم أن العقل يفيض بالمزيد لن أسهب أكثر حتى لا تفقد المعاني لذتها وحتى أترك المجال للنبض أن يشارك الوجود في كرنفال الفخر السرمدي .

بقلم : رهام مدخلي 
‏@Reham90md